قوله : { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ } أي أقام غير طويل ويحتمل وجهين :
أحدهما : مكث سليمان غير بعيد حتى أتاه الهدهد .
الثاني : فمكث الهدهد غير بعيد حتى أتى سليمان .
{ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : بلغت ما لم تبلغه ، قاله قتادة .
الثاني : علمت ما لم تعلمه ، قاله سفيان .
الثالث : أطلعت على ما لم تطلع عليه ، قاله ابن عباس . والإحاطة العلم بالشيء من جميع جهاته . وفي الكلام حذف تقديره : ثم جاء الهدهد فسأله سليمان عن غيبته .
{ وَجِئْتُكَ مِنَ سَبَإٍ بِنَبإٍ يقين } أي بخبر صحيح صدق . وفي { سبإ } قولان :
أحدهما : أنها مدينة بأرض اليمن يقال لها مأرب بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال ، قاله قتادة . قال السدي : بعث الله إلى سبإ اثني عشر نبياً ، وقال الشاعر :
من سبإ الحاضرين مأرب إذ *** يبنون من دون سيله العرما{[2110]}
الثاني : أن سبإ حي من أحياء اليمن واختلف قائلو هذا في نسبتهم إلى هذا ، فذهب قوم إلى أنه اسم امرأة كانت أمهم . وروى علقمة عن ابن عباس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبإ فقال : " هُوَ ُ رَجُلٍ ولد لَهُ عَشْرَةُ أَوْلاَدٍ فَبِاليَمَنِ مِنهُم سِتةٌ وبالشَّامِ مِنهُم أَربَعَةٌ فَأَمَّا اليَمَانِيونَ فَمَذحَجُ وجُهَينَةُ وَكِندَةُ وأنمارُ وَالأُزْدُ وَالأَشعَرِيونَ وأَمَّا الشامِيون فَلَخْمُ وَجذامُ وعَامِلَةُ وَغَسَّانُ "
وقيل هو سبإ بن يعرب بن قحطان . قال المفضل وسُمِّيَ سبإ لأنه أول من سبا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.