النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَوَرِثَ سُلَيۡمَٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّيۡرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيۡءٍۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِينُ} (16)

قوله تعالى : { ووَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : ورث نبوته وملكه ، قاله قتادة . قال الكلبي : وكان لداود تسعة عشر ولداً ذكراً وإنما خص سليمان بوراثته لأنها وراثة نبوة وملك ، ولو كانت وراثة مال لكان جميع أولاده فيه سواء .

الثاني : أن سخر له الشياطين والرياح ، قاله الربيع .

الثالث : أن داود استخلفه في حياته على بني إسرائيل وكانت ولايته هي الوراثة ، وهو قول الضحاك ، ومنه قيل : العلماء ورثة الأنبياء ، لأنهم في الدين مقام الأنبياء .