النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِي بِرَحۡمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (19)

{ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه تبسم من حذرها بالمغادرة .

الثاني : أنه تبسم من ثنائها عليه .

الثالث : أنه تبسم من استبقائها للنمل .

قال ابن عباس : فوقف سليمان بجنوده حتى دخل النمل مساكنه .

{ وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : ألهمني ، قاله قتادة .

الثاني : اجعلني ، قاله ابن عباس .

الثالث : حرضني ، قاله ابن زيد فحكى سفيان أن رجلاً من الحرس قال لسليمان ، أنا بمقدرتي أشكر لله منك ، قال فخرّ سليمان عن فرسه ساجداً .

وفي سبب شكره قولان :

أحدهما : أن علم منطق الطير حتى فهم قولها .

الثاني : أن حملت الريح قولها إليه حتى سمعه قبل وصوله لجنوده على ثلاثة أميال فأمكنه الكف .

{ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ } فيه وجهان :

أحدهما : شكر ما أنعم به عليه ، قاله الضحاك .

الثاني : حفظ ما استرعاه ، وهو محتمل .

{ وَأدْخَلْنِي فِي رَحْمَتِكَ } فيه وجهان : أحدهما : بالنبوة التي شرفتني بها .

الثاني : بالمعونة التي أنعمت عليّ بها .

{ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } فيه وجهان :

أحدهما : في جملة أنبيائك .

الثاني : في الجنة التي هي دار أوليائك .