النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ثُمَّ سَوَّىٰهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِۦۖ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ} (9)

قوله تعالى : { ثُمَّ سَوَّاهُ } فيه وجهان :

أحدهما : سوى خلقه في الرحم .

الثاني : سوى خلقه كيف يشاء .

{ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } فيه أربعة أوجه :

أحدها : من قدرته ، قاله أبو روق .

الثاني : من ذريته ، قاله قتادة .

الثالث : من أمره أن يكون فكان ، قاله الضحاك .

الرابع : روحاً من روحه أي من خلقه وأضافه إلى نفسه لأنه من فعله وعبر عنه بالنفخ لأن الروح من جنس الريح .

{ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ } يعني القلوب وسمى القلب فؤاداً لأنه ينبوع الحرارة الغريزية مأخوذ من المفتأد وهو موضع النار ، وخصص الأسماع والأبصار والأفئدة بالذكر لأنها موضع الأفكار والاعتبار .