الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{ثُمَّ سَوَّىٰهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِۦۖ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ} (9)

" ثم سواه " رجع إلى آدم ، أي سوى خلقه . " ونفخ فيه من روحه " ثم رجع إلى ذريته فقال : " وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة " وقيل : ثم جعل ذلك الماء المهين خلقا معتدلا ، وركب فيه الروح وأضافه إلى نفسه تشريفا . وأيضا فإنه من فعله وخلقه كما أضاف العبد إليه بقوله : " عبدي " . وعبر عنه بالنفخ ؛ لأن الروح في جنس الريح . وقد مضى هذا مبينا في " النساء " {[12650]} وغيرها . " قليلا ما تشكرون " أي ثم أنتم لا تشكرون بل تكفرون .


[12650]:راجع ج 6 ص 22.