النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا} (82)

قوله تعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرءَآنَ } أصل التدبر الدبور{[677]} ، لأنه النظر في عواقب الأمور .

{ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً } في الاختلاف ها هنا ثلاثة أقاويل :

أحدها : تناقض من جهة حق وباطل ، وهذا قول قتادة ، وابن زيد .

والثاني : من جهة بليغ ومرذول ، وهو قول بعض البصريين .

والثالث : يعني اختلافاً في الأخبار عما يُسِرُّونَ ، وهذا قول الزجاج .


[677]:- هكذا بالأصول ويبدو أن صوابها الدبر، ودبر الشيء آخره وعقبه فالمتدبر للقرآن ينظر في آخر أمره وما ينتهي إليه من عواقب.