الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا} (82)

قوله : ( اَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ ) الآية [ 81 ] .

[ المعنى ] : ( اَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ( {[12989]} ) ) المبيتون غير ما تقول ( الْقُرْءَانَ ) فيعلمون حجة الله عليهم ، وأنك أتيتهم بالحق من عند الله متسق المعاني مختلف الأحكام بعضه يشهد على بعض بالتحقيق وأن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه وتناقضت معانيه ، وأبان بعضه عن فساد بعض ، فليس من كلام آدمي إلا وفيه اختلاف ، إما في وصفه ، وإما في معناه ، وإما في بلاغته ، وإما في غير ذلك ، من أنواع فنونه( {[12990]} ) ، والقرآن لا يدخله شيء من ذلك كله( {[12991]} ) .

وقوله : ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ ) معناه على قولكم ودعواكم إذ ليس يجوز أن يأتي من عند غير الله مثله ، ومعنى ( اَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ ) ألا ينظرون في عاقبته ، يقال : " تدبرت الشيء فكرت في عاقبته( {[12992]} ) " .


[12989]:- ساقط من (أ).
[12990]:- (ج): قبوله.
[12991]:- انظر: ثلاث رسائل 9 و74-115.
[12992]:- انظر: المفردات: 166، واللسان (دبر) 4/273.