النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٞ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنۡ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ غَيۡرَ ٱلَّذِي تَقُولُۖ وَٱللَّهُ يَكۡتُبُ مَا يُبَيِّتُونَۖ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا} (81)

{ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ } يعني المنافقين ، أي أمرنا طاعة .

{ فَإِذَا بَرَزُوا مِن عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ } والتبييت كل عمل دُبر ليلاً ، قال عبيد بن همام{[673]} :

أتوني فلم أرض ما بيّتوا *** وكانوا أتوْني بأمرٍ نُكُر

لأُنْكِحَ أَيِّمَهُمْ منذراً *** وهل يُنْكِحُ الْعَبْدُ حُرٌّ لحُرْ ؟

وفي تسمية العمل بالليل بياتاً قولان :

أحدهما : لأن الليل وقت المبيت .

والثاني : لأنه وقت البيوت{[674]} .

وفي المراد بقوله تعالى : { بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ } قولان :

أحدهما : أنها غيّرت ما أضمرت من الخلاف فيما أمرتهم به أو نهتهم عنه ، وهذا قول ابن عباس ، وقتادة ، والسدي .

والثاني : معناه فدبَّرت{[675]} غير الذي تقول على جهة التكذيب ، وهذا قول الحسن .

{ وَاللهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ } فيه قولان :

أحدهما : يكتبه في اللوح المحفوظ ليجازيهم{[676]} عليه .

والثاني : يكتبه بأن ينزله إليك في الكتاب ، وهذا قول الزجاج .


[673]:- هكذا بالأصول، ونسب صاحب اللسان هذين البيتين إلى الأسود بن يعفر (مادة نكر) والأسود كنيته أبو الجراح وقد مدح الحارث بن هاشم بن المغيرة لما قام به في غزوة أحد.
[674]:- أي الوقت الذي يقيم الناس فيه في بيوتهم.
[675]:- في ق قدرت.
[676]:- في ق ليجازوا به.