التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا} (82)

قوله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )

قال أحمد : حدثنا أنس بن عياض ، حد ثنا أبو حازم عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أحب أن لي به حمر النعم ، أقبلت أنا وأخي ، وإذا مشيخة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس عند باب من أبوابه ، فكرهنا أن نفرق بينهم ، فجلسنا حجرة ، إذ ذكروا آية من القرآن ، فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا قد احمر وجهه ، يرميهم بالتراب ، ويقول : «مهلا يا قوم ، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم ، باختلافهم على أنبيائهم ، وضربهم الكتب بعضها ببعض ، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا ، بل يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به ، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه " .

( المسند ح 6702 ) . وأخرجه ابن ماجة ( السنن1/33 ح 85- المقدمة ، ب في القدر ) من طريق داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب بنحوه مختصرا ، وفيه : «إنهم اختصموا في آية من القدر " . قال البوصيري : إسناده صحيح رجاله ثقات ( مصباح الزجاجة 1/58 ) . وقال الألبانى : حسن صحيح ( صحيح ابن ماجة ح 69 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) أي : قول الله لا يختلف ، وهو حق ليس فيه باطل ، وإن قول الناس يختلف .