بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفٗا كَثِيرٗا} (82)

قوله تعالى :

{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القرآن } يعني أفلا يتفكرون في مواعظ القرآن ليعتبروا بها ، ويقال : أفلا يتفكرون في معاني القرآن فيعلمون أنه من عند الله تعالى ؟ لأنه { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً } أي تناقضاً كثيراً ، ويقال : أباطيل وكذباً كثيراً ؛ لأن الاختلاف في قول الناس ، وقول الله تعالى لا اختلاف فيه ، فلهذا قال أهل النظر : إن الإجماع حجة ، لأن الإجماع من الله تعالى ، ولو لم يكن من الله تعالى لوقع فيه الاختلاف . ولهذا قالوا : إن القياس إذا انتقض سقط الاحتجاج به لأنه لو كان حكم الله تعالى لم يرد عليه النقض .