النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَسۡبَٰبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ} (37)

{ أسباب السموات } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : طرق السموات ، قاله أبو صالح .

الثاني : أبواب السموات ، قاله السدي والأخفش ، وأنشد قول الشاعر :

ومن هاب أسباب المنايا يَنَلنه *** ولو نال أسباب السماء بِسلَّمِ{[2416]}

الثالث : ما بين السموات ، حكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم .

{ فأطَّلعَ إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً } فيه قولان :

أحدهما : أنه غلبه الجهل على قول هذا أو تصوره .

الثاني : أنه قاله تمويهاً على قومه مع علمه باستحالته ، قاله الحسن .

{ وما كَيْدُ فرعون إلا في تبابٍ } فيه وجهان :

أحدهما : في خسران قاله ابن عباس .

الثاني : في ضلال ، قاله قتادة{[2417]} .

وفيه وجهان :

أحدهما : في الدنيا لما أطلعه الله عليه من هلاكه .

الثاني : في الآخرة لمصيره إلى النار ، قاله الكلبي .


[2416]:البيت لزهير بن أبي سلمى من معلقته والذي في ديوانه: وأن يرق أسباب، وفي تفسير القرطبي ولو رام أسباب.
[2417]:قاله قتادة ساقطة من ك.