الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَسۡبَٰبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ} (37)

قال ابن عباس : أسباب السماوات : منازل السماوات{[59660]} .

والأسباب في اللغة : كلما تسبب به إلى الوصول إلى المطلوب .

وقيل{[59661]} : لعلي أبلغ من أسباب السماوات أسبابا أتسبب بها إلى ( رؤية إله ){[59662]} موسى{[59663]} .

{ وإني لأظنه كاذبا } أي : أظن موسى فيما يدعى كاذبا .

أشهب{[59664]} عن مالك قال : سمعت أن فرعون عاش ( أربعمائة سنة ){[59665]} وأنه قام ( بعدما ){[59666]} أتاه موسى بالآيات وقال : { ما علمت لكم من إله غيري }{[59667]} أربعين سنة{[59668]} .

قال مالك قال الله عز وجل : { إنما نملي لهم ليزدادوا إثما }{[59669]} .

وقال : لم يكن فرعون من بني إسرائيل .

ويروى أن فرعون مكث أربع مائة سنة لم يصدع له رأس ، يغدو عليه الشباب ويروح .

قال ابن لهيعة{[59670]} : كان فرعون من أبناء مصر واسمه : الوليد بن مصعب بن معان .

ثم قال تعالى : { وكذلك زين لفرعون سوء عمله } أي : هكذا زين الله عز وجل لفرعون قبيح عمله لما كفر حتى سولت له نفسه بلوغ أسباب السماوات والتطلع إلى ( رب العزة ){[59671]} .

ثم قال : { وصد عن السبيل } ، أي : مُنع من الاهتداء إلى الحق ، أي : منعه الله عز وجل من ذلك لكفره وعتوه{[59672]} .

ثم قال : { وما كيد فرعون إلا في تباب } أي : وما احتيال فرعون ومكره إلا في خسارة{[59673]} وذهاب وضلال وباطل لا ينتفع بحيلته ومكره .


[59660]:انظر: جامع البيان 24/43.
[59661]:مكرر في (ت) وفي (ح): وقيل معنى.
[59662]:(ت): رواية الله. وكلمة الله في طرة (ت).
[59663]:قائله هو الطبري في جامع البيان 24/43.
[59664]:كذا في (ت) و(ح) ولعل هناك سقطا، وتقويمه: (روى أشهب).
[59665]:في طرة (ح).
[59666]:(ح): بعد أن.
[59667]:القصص: 38.
[59668]:انظر: المحرر الوجيز 14/138.
[59669]:آل عمران: 178.
[59670]:هو عبد الله بن لهيعة بن فرعان أبو عبد الرحمن الحضرمي المصري، كان مسندا وعالما، تولى قضاء مصر. روى عن عطاء والأعرج وعكرمة، وروى عنه الليث وابن وهب وشعبة وغيرهم. اختلف في توثيقه. توفي سنة 174 هـ وفيه اختلاف. انظر: ميزان الاعتدال 2/475 ت4530 والتقريب 2/138 ت 6، والنجوم الزاهرة 2/77.
[59671]:(ح): (رب العزة عز وجل لا إله إلا هو كل شيء سبحانه).
[59672]:إن المعنى المذكور يناسب بناء ضد المجهول وليست قراءة ورش كذلك! بل تفيد زيادة، وهي صده لغيره.
[59673]:(ت) خسار.