محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَسۡبَٰبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ} (37)

{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا } أي قصرا عاليا ظاهرا لكل أحد { لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ } أي طرقها { فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى } أي لأسأله عن إرساله ، أو لأقف على كنهه { وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا } قال ابن جرير : {[6397]} أي لأظن موسى كاذبا فيما يقول ويدّعي ، من أن له في السماء ربًّا أرسله إلينا { وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ } أي سبيل الرشاد لما طبع على قلبه ، من كبره وتجبّره وإسرافه وارتيابه { وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ } أي خسار وهلاك ، لذهاب نفقته على الصرح سدى ، وعدم نيله ، مما أراده من الاطلاع ، شيئا .


[6397]:انظر الصفحة رقم 66 من الجزء الرابع والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).