النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٖ} (51)

قوله عز وجل : { وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِه } يحتمل ثلاثة أوجه :

أحدها : أعرض عن الإيمان وتباعد من الواجب .

الثاني : أعرض عن الشكر{[2461]} وبعد من الرشد .

الثالث : أعرض عن الطاعة وبعد من القبول .

{ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ } فيه وجهان :

أحدهما : تام لخلوص الرغبة فيه .

الثاني : كثير لدوام المواصلة له ، وهو معنى قول السدي ، وإنما وصف التام والكثير بالعريض دون الطويل لأن العرض يجمع طولاً وعرضاً فكان أعم . قال ابن عباس : الكافر يعرف ربه في البلاء ولا يعرفه في الرخاء .


[2461]:في ك عن الشرك وتباعد.