النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاهَا لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (39)

قوله عز وجل : { ومِن آياته أنك ترى الأرض خاشعةً } فيه وجهان :

أحدهما : غبراء دراسة ، قاله قتادة .

الثاني : ميتة يابسة{[2454]} ، قاله السدي .

ويحتمل ثالثاً : ذليلة{[2455]} بالجدب لأنها مهجورة ، وهي إذا أخصبت عزيزة لأنها معمورة .

{ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت } فيه وجهان :

أحدهما : اهتزت بالحركة للنبات ، وربت بالارتفاع قبل أن تنبت ، قاله مجاهد .

الثاني : اهتزت بالنبات وربت بكثرة ريعها ، قاله الكلبي . فيكون على قول مجاهد تقديم وتأخير تقديره : ربت واهتزت .

{ إن الذي أحياها لمحيي الموتى } الآية ، جعل ذلك دليلاً لمنكري البعث على إحياء الخلق بعد الموت استدلالاً بالشاهد على الغائب .


[2454]:في ع بالية.
[2455]:في ع ذابلة.