النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} (20)

قوله عز وجل : { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } الآية . فيه وجهان :

أحدهما : أن الله تعالى يعطي على نية الآخرة من شاء من أمر الدنيا ، ولا يعطي على نية الدنيا إلا الدنيا ، قاله قتادة .

الثاني : معناه من عمل للآخرة{[2481]} أعطاه الله بالحسنة عشر أمثالها ، ومن عمل للدنيا لم يزد على من عمل لها{[2482]} .

{ وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةَ مِن نَّصِيبٍ } في الجنة وهذا معنى قول ابن زيد . وشبه العامل الطالب بالزارع لاجتماعهما في طلب النفع .


[2481]:في ع الآخرة ولم يذكر لفظ الجلالة.
[2482]:قيل أن الآية في الغزو أي من أراد بغزوه الآخرة أوتي الثواب، ومن أراد بغزوه الغنيمة أوتي منها. وقال القشيري والظاهر أن الآية في الكافر يوسع له في الدنيا أي لا ينبغي له أن يغتر بذلك لأن الدنيا لا تبقى.