النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ} (25)

قوله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى } فيهم قولان :

أحدهما : أنهم اليهود كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم من بعدما علموا في التوراة أنه نبي ، قاله قتادة وابن جريج .

الثاني : المنافقون قعدوا عن القتال من بعدما علموه في القرآن ، قاله السدي .

{ الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : أعطاهم سؤالهم ، قاله ابن بحر .

الثاني : زين لهم خطاياهم ، قاله الحسن .

{ وَأَمْلَى لَهُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : أمهلهم ، قاله الكلبي ومقاتل فعلى هذا يكون الله تعالى هو الذي أملى لهم بالإمهال في عذابهم .

والوجه الثاني : أن معنى أملى لهم أي مد لهم في الأمل فعلى هذا فيه وجهان :

أحدهما : أن الله تعالى هو الذي أملى لهم في الأمل ، قاله الفراء والمفضل .

الثاني : أن الشيطان هو الذي أملى لهم في مد الأمل بالتسويف ، قاله الحسن .