{ يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ } فيه قولان :
أحدهما : يسألونه الرزق لأهل الأرض فكانت المسألتان جميعاً من أهل السماء وأهل الأرض ، لأهل الأرض ، قاله ابن جريج وروته عائشة مرفوعاً .
الثاني : أنهم يسألونه القوة على العبادة ، قاله ابن عطاء ، وقيل إنهم يسألونه لأنفسهم الرحمة ، قاله أبو صالح .
قال قتادة : لا استغنى عنه أهل السماء ولا أهل الأرض ، قال الكلبي : وأهل السماء يسألونه المغفرة خاصة لأنفسهم ولا يسألونه الرزق ، وأهل الأرض يسألونه المغفرة والرزق .
{ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأنٍ } فيه قولان :
أحدهما : أنه أراد شأنه في يومي الدنيا والآخرة ، قال ابن بحر : الدهر كله يومان{[2849]} : أحدهما : مدة أيام الدنيا ، والآخر : يوم القيامة ، فشأنه سبحانه في أيام الدنيا الابتلاء والاختبار بالأمر ، والنهي ، والإحياء ، والإماتة ، والإعطاء ، والمنع ، وشأنه يوم القيامة الجزاء ، والحساب ، والثواب ، والعقاب .
والقول الثاني : أن المراد بذلك الإخبار عن شأنه في كل يوم من أيام الدنيا .
وفي هذا الشأن الذي أراده في أيام الدنيا قولان :
أحدهما : من بعث من الأنبياء في كل زمان بما شرعه لأمته من شرائع الدين وكان الشأن في هذا الموضع هو الشريعة التي شرعها كل نبي في زمانه ويكون اليوم عبارة عن المدة .
والقول الثاني : ما يحدثه الله في خلقه من تبدل الأحوال واختلاف الأمور ، ويكون اليوم عبارة عن الوقت .
روى مجاهد عن عبيد بن عمير قال : كل يوم هو في شأن ، يجيب داعياً ، ويعطي سائلاً ، ويفك عانياً ، ويتوب على قوم ، ويغفر لقوم .
وقال سويد بن غفلة : كل يوم هو في شأن ، هو يعتق رقاباً ، ويعطي رغاباً ، ويحرم عقاباً .
وقد روى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأنٍ } مِن شَأَنِهِ أَن يَغْفِرَ ذَنباً ، وَيَفْرِجَ كَرْباً ، وَيَرفَعَ قَوماً ، وَيَضَعَ آخَرِينَ{[2850]} "
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.