قوله عز وجل : { وَلاَ تَاكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ } فيه أربعة{[949]} تأويلات :
أحدها : المراد بها ذبائح كانت العرب تذبحها لأوثانها ، قاله عطاء .
والثاني : أنها الميتة ، قاله ابن عباس .
والثالث : أنه صيد المشركين الذين لا يذكرون اسم الله[ عليه ] ، ولا هم من أهل التسمية ، يَحْرُمُ على المسلمين أن يأكلوه حتى يكونوا هم الذين صادوه ، حكاه ابن بحر{[950]} .
والرابع : أنه ما لم يُسَمّ اللَّهُ عند ذبحه .
أحدها : لا يحرم [ سواء ] تركها عامداً أو ناسياً ، قاله الحسن ، والشافعي{[951]} .
والثاني : يحرم إن تركها عامداً ، ولا يحرم إن تركها ناسياً ، قاله أبو حنيفة{[952]} .
والثالث : يحرم سواء تركها عامداً أو ناسياً ، قاله ابن سيرين ، وداود .
{ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ } فيه تأويلان :
أحدهما : أن المراد به المعصية ، قاله ابن عباس .
والثاني : المراد به الإِثم{[953]} .
{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوْحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ } يعني المجادلة في الذبيحة ، وفيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه عنى بالشياطين قوماً من أهل فارس كتبوا إلى أوليائهم من قريش{[954]} أن محمداً وأصحابه يزعمون أنهم{[955]} يتبعون أمر الله ، ولا يأكلون ما ذبح الله{[956]} يعني الميتة ، ويأكلون ما ذبحوه لأنفسهم ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية ، قاله عكرمة .
والثاني : أن الشياطين قالوا ذلك لأوليائهم من قريش ، قاله ابن عباس .
والثالث : أن قوماً من اليهود قالوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا مروي عن ابن عباس . وفي وحيهم إليهم وجهان :
والثاني : رسالتهم{[957]} .
{ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } يعني في أكل الميتة ، إنكم لمشركون إن استحللتموها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.