قوله عز وجل : { وَقَالُوا لَوْلاَ{[877]} نُزِّلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِّهِ } يعني آية تكون دليلاً على صدقه وصحة نبوته .
{ قُل إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ ءَايَةً } يعني آية يجابون بها إلى ما سألوا .
{ وَلَكِنَّ أَكْثرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يحتمل وجهين .
أحدهما : لا يعلمون المصلحة في نزول الآية .
الثاني : لا يعلمون أن زيادة الآيات إذا لم يؤمنوا بها ، توجب الزيادة من عذابهم ، لكثرة تكذيبهم .
فإن قيل : فهذه الآية لا تدل على أن الله لم ينزل عليهم آية تقودهم إلى التصديق فلم يلزمهم الإِيمان ، قيل : هذا خطأ ، لأن ما أظهره الله من الآيات الدالة على صدق رسوله وصحة نبوته ، أظهر من أن يُخْفَى ، وأكثر من أن ينكر ، وإن القرآن مع عجز من تحداهم الله من الآيات بمثله ، وما تضمنه من أخبار الغيوب وصدق خبره عما كان ويكون أبلغ الآيات وأظهر المعجزات .
وإنما اقترحوا آية سألوها إعناتاً ، فلم يجابوا مع قدرة الله تعالى على إنزالها ، لأنه لو أجابهم إليها لاقترحوا غيرها إلى ما لا نهاية له ، حتى ينقطع الرسول بإظهار الآيات عن تبليغ الرسالة .
وإنما يلزمه إظهار الآيات في موضعين :
أحدهما : عند بعثه رسولاً ليكون مع استدعائه لهم دليل على صدقه .
والثاني : أن يسألها من يعلم الله منه أنه إن أظهرها له آمن به ، وليس يلزمه إظهارها في غير هذين الموضعين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.