تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يُنَزِّلَ ءَايَةٗ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (37)

الآية 37 وقوله تعالى : { وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه . قل إن الله قادر على أن ينزل آية } هؤلاء قوم همهم العناد والمكابرة ؛ قد كان أنزل عليه آيات عقليات وسمعيات وحسيات .

فأما الآيات العقليات فهي{[7062]} ما ذكر " { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله } الآية [ الإسراء : 88 ] . وأما الآيات السمعيات فهي{[7063]} ما أنبأهم عن أشياء كانت غائبة عنه من غير أن كان له اختلاف إلى من يعلمها ، وينبئه{[7064]} عنها . والآيات الحسيات هي ما سقى أقواما كثيرة بلبن قليل من قصعة وما قطع مسيرة شهرين بليلة واحدة ، ونطق العتاق الذي [ شوي ]{[7065]} له ، وحنين المنبر ، وغير ذلك من الأشياء مما يكثر ذكرها . لكنهم عاندوا ، وكانت همتهم العناد .

وقوله تعالى : { قل إن الله قادر على أن ينزل آية } التي سألوك { ولكن أكثرهم لا يعلمون } يحتمل [ وجوها :

أحدها ]{[7066]} : يحتمل { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أنه [ لو ]{[7067]} أنزل آية على إثر السؤال لأنزل عليهم العذاب ، واستأصلهم إذا عاندوا .

والثاني{[7068]} : قوله تعالى : { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أنه لا ينزل الآية إلا عند الحاجة بهم إليها .

والثالث{[7069]} : لا يسألون الآية ليعلموا ، ولكن يسألون ليتعنتوا .

والرابع{[7070]} : إذا أنزل آية على إثر السؤال{[7071]} ، فلم يقبلوها ، ولم يؤمنوا بها أهلكهم على ما ذكرنا من سنته في الأولين . ولكنه وعد على إبقاء هذه الأمة{[7072]} إلى يوم القيامة .


[7062]:- في الأصل وم: هي.
[7063]:- في الأصل وم: هي.
[7064]:- في الأصل وم: وينبؤها.
[7065]:-في م: سوى، ساقطة من الأصل.
[7066]:- في الأصل وم: وجهين: أحدهما.
[7067]:- ساقطة من الأصل وم.
[7068]:- في الأصل وم: يحتمل.
[7069]:- في الأصل وم: ويحتمل أنه.
[7070]:- في الأصل وم: أو.
[7071]:- في الأصل وم: الرسول.
[7072]:-في الأصل وم: الآية.