ثم ذكر شبهة أخرى للطاعنين في نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو أنه ما جاء بآية قاهرة ومعجزة باهرة ، فكأنهم طعنوا في كون هذا القرآن معجزاً على سبيل العناد ، أو قياساً على سائر الكتب السماوية ، أو طلبوا معجزات تقرب من حد الإلجاء ، كشق الجبل وفلق البحر ، فإن معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم من تسبيح الحصا وانشقاق القمر وغير ذلك ليست بأقل منها . أو اقترحوا مزيد الآيات بطريقة التعنت واللجاج كقولهم { إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء } [ الأنفال : 32 ] فأجابهم الله تعالى بقوله { قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون } أن فاعليته ليست إلا بحسب محض المشيئة عند أهل السنة ، أو على وفق المصلحة عند المعتزلة ، لا على موجب اقتراحات الناس ومطالباتهم . أو أنه لما ظهرت المعجزة الباهرة والدلالة الكافية من القرآن وغيره لم يبق لهم عذر ولا علة ، فلو أجابهم إلى مقترحهم فلعلهم يقترحون اقتراحاً ثانياً وثالثاً وهلم جر ، أو ذلك يفضي إلى أن لا يستقر الدليل ولا تتم الحجة ، وهذا خلاف المقصود ، أو لا يعلمون أنه لو أعطاهم سؤلهم ثم لم يؤمنوا لاستوجبوا الاستئصال ، أو لا يعلمون أنهم لما طلبوا ذلك على سبيل العناد لا لأجل الفائدة - وقد علم الله ذلك - لم يعطهم مطلوبهم ، ولو كان غرضهم طلب الحق ونيله لأعطاهم مطلوبهم على أكمل الوجوه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.