محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يُنَزِّلَ ءَايَةٗ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (37)

/ [ 37 ] { وقالوا لولا نزل عليه ءاية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل ءاية ولكن أكثرهم لا يعلمون }

{ وقالوا } يعني : مشركي مكة ، بيان لنوع آخر من تعنتهم ، إذ لم يقتنعوا بما شاهدوا من البينات ومما تخر لها صم الجبال ، { لولا نزل عليه آية من ربه } أي : خارق ، على مقتضى ما كانوا يريدون ومما يتعنتون . كقولهم{[3419]} : { وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا . . . } الآيات .

{ قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون } أي : إن اقتراحاها جهل ، لما أن في تنزيلها قلعا لأساس التكليف ، المبني على قاعدة الاختيار . أو استئصالا لهم بالكلية ، فإن من لوازم جحد الآية الملجئة ، الهلاك ، جريا على سنته تعالى في الأمم السالفة . وتخصيص عدم العلم بأكثرهم ، لما أن بعضهم واقفون على حقيقة الحال ، وإنما يفعلون ما يفعلون مكابرة وعنادا .


[3419]:- [17/ الإسراء/ 90].