التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَقَالُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰٓ أَن يُنَزِّلَ ءَايَةٗ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (37)

قوله تعالى : { قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون }

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر في هذه الآية الكريمة : أنه قادر على تنزيل الآية التي اقترحها الكفار على رسوله ، وأشار لحكمة عدم إنزالها بقوله { ولكن أكثرهم لا يعلمون } وبين في موضع آخر أن حكمة عدم إنزالها أنها لو أنزلت و لم يؤمنوا بها لنزل بهم العذاب العاجل كما وقع بقوم صالح لما اقترحوا عليه إخراج ناقة عشراء ، وبراء ، جوفاء ، من صخرة صماء ، فأخرجها الله لهم منها بقدرته ومشيئته ، فعقروها { وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا }فأهلكهم الله دفعة واحدة بعذاب استئصال ، وذلك في قوله { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ، وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا }

وبين في مواضع أخر أنه لا داعي إلى ما اقترحوا من الآيات ، لأنه أنزل عليهم آية أعظم من جميع الآيات التي اقترحوها وغيرها ، وتلك الآية هي هذا القرآن العظيم ، وذلك في قوله { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم } فإنكاره جل وعلا عليهم عدم الاكتفاء بهذا الكتاب عن الآيات المقترحة يدل على أنه أعظم وأفخم من كل آية .