النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومٗا مَّدۡحُورٗاۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (18)

قوله عز وجل : { قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا } يحتمل وجهين :

أحدهما : من حيث كان من جنة أو سماء .

والثاني : من الطاعة ، على وجه التهديد .

{ مَذْؤوماً مَّدْحُوراً } في قوله : { مَذْؤوماً }{[1041]} خمسة تأويلات :

أحدها : يعني مذموماً ، قاله ابن زيد ، وقرأ الأعمش { مذوماً }{[1042]} .

والثاني : لئيماً ، قاله الكلبي .

والثالث : مقيتاً ، قاله ابن عباس .

والرابع : منفياً ، قاله مجاهد .

والخامس : أنه شدة العيب وهو أسوأ حالاً من المذموم ، قاله الأخفش{[1043]} ، قال عامر بن جذامة :

جذامة لم يأخذوا الحق بل *** زاغت قلوبهم قبل القتال ذأماً

وأما المدحور ففيه قولان :

أحدهما : المدفوع . الثاني : المطرود

قاله مجاهد والسدي .


[1041]:في ك: مذموما، وهو تحريف.
[1042]:في الأصول، مذموما والتصويب من تفسير القرطبي.
[1043]:في ق: ابن الأخفش.