النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّـٰغِرِينَ} (13)

قوله عز وجل : { قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدهما : أنه أُهْبِط من السماء لأنه كان فيها ، قاله الحسن .

والثاني : من الجنة .

والثالث : أنه أهبط من المنزلة الرفيعة التي استحقها بطاعة الله إلى المنزلة الدِنيةِ التي استوجبها لمعصيته ، قاله ابن بحر{[1028]}

{ فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا } وليس لأحد من{[1029]} المخلوقين أن يتكبر فيها ولا في غيرها ، وإنما المعنى : فما لمن يتكبر أن يكون فيها وإنما المتكبر في غيرها .

وفي التكبر وجهان :

أحدهما : تكبر عن الله أن يمتثل له .

والثاني : تكبر عن آدم أن يسجد له .

{ فَاخْرُجْ } فيها قولان :

أحدهما : من المكان الذي كان فيه من السماء أو الجنة .

والثاني : من جملة الملائكة الذين كان منهم أو معهم .

{ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ } فيه وجهان :

أحدهما : بالمعصية في الدنيا لأن العاصي ذليل عند من عصاه .

والثاني : بالعذاب في الآخرة لأن المعذب ذليل بالعذاب .

وفي هذا القول من الله تعالى لإبليس وجهان :

أحدهما : أنه قال ذلك على لسان بعض{[1030]} الملائكة .

والثاني : أنه أراه معجزة تدله{[1031]} على ذلك .


[1028]:سقط من ق.
[1029]:من: ليست في ك.
[1030]:بعض : زيادة من ق.
[1031]:تدله: في ك له.