النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَجَٰهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ لَا يَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (19)

قوله عز وجل : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ{[1215]} وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } يعني بعمارته السدانة والقيام به .

{ كَمَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَومِ الآخِر وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ } لأن قريشاً فضلت ذلك على الإيمان بالله ، فرد الله تعالى عليهم وأعلمهم أنهما لا يستويان ، وأن ذلك مع الكفر محبط .

وحكى مقاتل أن هذه الآية نزلت في العباس بن عبد المطلب ، وهو صاحب السقاية ، وفي شيبة بن عثمان وهو صاحب السدانة وحاجب الكعبة أُسرا يوم بدر فعيّرا بالمقام على الكفر بمكة وأغلظ لهما المهاجرون ، فقالا نحن أفضل منكم أجراً نعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ، فنزل هذا فيهم .


[1215]:التقدير: أجعلتم أصحاب سقاية الحاج مثل من آمن بالله وجاهد في سبيله، ويصح أن يقدر الحذف في "من آمن" أي جعلتم عمل سقي الحاج كعمل من آمن (انظر تفسير القرطبي 8/91).