قوله : { أجعلتم سقاية الحاج } ، إلى قوله : { أجر عظيم }[ 19-22 ] .
ألف { أجعلتم } : ألف تقرير{[28371]} وتوبيخ .
ومعنى { كمن آمن بالله }[ 19 ] ، أي : كإيمان من آمن{[28372]} .
ومعنى الآية : إن المشركين{[28373]} من قريش افتخروا بالسقاية وسدانة{[28374]} البيت ، فأعلمهم الله عز وجل ، أن الفخر إنما هو بالإيمان بالله واليوم الآخر والجهاد في سبيل الله{[28375]} .
وروي أن العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم بدر قال : لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام ، والهجرة والجهاد ، لقد كنا نعمر المسجد الحرام ، ونسقي الحاج ، ونفك العاني{[28376]} ، فأنزل الله جل ذكره ، : { أجعلتم سقاية الحاج } ، الآية . فذلك لا ينفعكم ، أيها المشركون مع شرككم{[28377]} .
وقال السدي ، وغيره : افتخر علي ، والعباس ، وشيبة{[28378]} ، فقال العباس : أنا أفضلكم ، أنا أسقي حاج الله ، وقال شيبة : [ أنا ]{[28379]} .
أعمر مسجد{[28380]} الله{[28381]} . وقال علي : أنا هجرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاهدت معه في سبيل الله عز وجل ، فأنزل الله عز وجل الآية : { أجعلتم }{[28382]} .
وروي أن عليا قال للعباس وشيبة : ألا أنبئكم بمن هو أكرم حسبا منا ؟ قالا : نعم ، /قال : من ضرب خراطيمكم{[28383]} بالسيف حتى قادكم إلى الإسلام كرها{[28384]} ، فشق ذلك عليهما ، [ فشكيا ]{[28385]} إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيهة ، إذ جاءه جبريل عليه السلام{[28386]} ، بهذه الآية : { أجعلتم سقاية الحاج } ، الآية .
وقال الضحاك : أقبل{[28387]} المسلمون على العباس وأصحابه يوم بدر ، وهم قد أسروا ، يعيِّرونهم بالشرك ، فافتخر العباس بالسقاية وعمارة المسجد الحرام ، فأنزل الله عز وجل ، الآية{[28388]} .
أي : لا يعتدل هؤلاء وهؤلاء عند الله{[28389]} .
{ والله لا يهدي القوم الظالمين }[ 19 ] .
أي : لا يوفقهم لصالح الأعمال{[28390]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.