النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةٗۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (16)

قوله عز وجل : { . . . وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً } فيها ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها الخيانة ، قاله قتادة .

والثاني : أنهم البطانة ، قاله قطرب ومقاتل ، ومنه قول الشاعر :

وجعلت قومك دون ذاك وليجة *** ساقوا إليك الخير غير مشوب

والثالث : أنه الدخول في ولاية المشركين ، من قولهم ولج فلان في كذا إذا دخل فيه قال طرفة بن العبد{[1214]} :

رأيت القوافي يتلجن موالجاً *** تضايق عنها أن تولجها الإبر


[1214]:البيت من قصيدة له في ديوانه صفحة 4.