{ أجعلتم سقاية الحج وعمارة المسجد الحرام } ، أي : أهل السقاية والعمارة ، قيل المصدر بمعنى اسم الفاعل ، أي : الساقي والعامر ، { كمن آمن بالله واليوم{[1935]} الآخر وجاهد في سبيل الله } ، وفي مسلم قال رجل من : الصحابة ما أبالي أن لا أعمل لله عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج ، وقال آخر : بل عمارة المسجد الحرام ، وقال الآخر : الجهاد خير مما قلتم{[1936]} فقال عمر : استفتيت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله تعالى : " أجعلتم سقاية الحاج " الآية ، وعن كثير من السلف : أنها نزلت في مفاخرة عباس وطلحة وعلي بن{[1937]} أبي طالب رضي الله عنهم ، قال طلحة أنا صاحب البيت معي مفتاحه ، ولو أشاء أبيت فيه ، وقال العباس بعد إسلامه : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال علي : ما أدري ما تقولان لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد ، وأنزلت حين قال المشركون{[1938]} : عمارة البيت والقيام على السقاية خير من الإيمان والجهاد ، { لا يستوون عند الله } ؛ بل المجاهد أفضل لكن للمرجوح درجة{[1939]} ثم بين بقوله { و الله لا يهدي القوم الظالمين } ، أن من ليس له فضل ، ولا هداية ولا درجة هم الذين ظلموا أنفسهم بعبادة كالأوثان مكان عبادة الله ، وإن كان سبب النزول مفاخرة المشركين فقوله : " و الله لا يهدي القوم الظالمين " لبيان عدم التساوي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.