معاني القرآن للفراء - الفراء  
{۞أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَجَٰهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ لَا يَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (19)

وقوله : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ }

ولم يقل : سُقَاة الحاجّ وعامرى . . . كمن آمن ، فهذا مثل قوله : { ولكِنّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِالله } يكون المصدر يكفي من الأسماء ، والأسماء من المصدر إذا كان المعنى مستدَلاّ عليه بهما ؛ أنشدني الكسائي :

لعمرُك ما الفِتيان أن تنبُت اللِحَى *** ولكنما الفِتيانُ كلُّ فتى ندِى

فجعل خبر الفتيان ( أن ) . وهو كما تقول : إنما السخاء حاتم ، وإنما الشعر زُهَير .

*