بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيۡهِمۡ سُورَةٞ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِجٞ مَّا تَحۡذَرُونَ} (64)

قوله تعالى : { يَحْذَرُ المنافقون } ؛ قال الزجاج قوله : { يَحْذَرُ } لفظه لفظ الخبر ومعناه الأمر ، أي ليحذر المنافقون ؛ ويقال : هو على وجه الخبر يحذر يعني : يخشى المنافقون . وذلك أن بعضهم قال : لو أني جلدت مائة جلدة ، أحب إليّ من أن ينزل فينا شيء يفضحنا ، فنزل : { يَحْذَرُ المنافقون أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبّئُهُمْ } يعني سورة براءة تنبئهم { بِمَا فِي قُلُوبِهِم } من النفاق . وكانت سورة براءة تسمى الفاضحة .

{ قُلْ استهزءوا إِنَّ الله مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } ، يعني : مظهر ما تخافون من إظهار النفاق .