قوله : { يَحْذَرُ المنافقون أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ } قيل : هو خبر وليس بأمر . وقال الزجاج : معناه : ليحذر . فالمعنى على القول الأوّل : أن المنافقين كانوا يحذرون نزول القرآن فيهم .
وعلى الثاني : الأمر لهم بأن يحذروا ذلك ، وأن " تنزل " في موضع نصب : أي من أن تنزل ، ويجوز على قول سيبويه أن يكون في موضع خفض على تقدير من وإعمالها . ويجوز أن يكون النصب على المفعولين . وقد أجاز سيبويه : حذرت زيداً ، وأنشد :
حذر أموراً لا تضير وآمن *** ما ليس ينجيه من الأقدار
ومنع من النصب على المفعولية المبرد . ومعنى : { عَلَيْهِمْ } أي : على المؤمنين في شأن المنافقين ، على أن الضمير للمؤمنين ، والأولى أن يكون الضمير للمنافقين : أي في شأنهم { تُنَبّئُهُمْ } أي : المنافقين { بِمَا فِي قُلُوبِهِم } مما يسرّونه فضلاً عما يظهرونه ، وهم وإن كانوا عالمين بما في قلوبهم ، فالمراد من إنباء السورة لهم إطلاعهم على أن المؤمنين قد علموا بما في قلوبهم ، ثم أمر الله رسوله بأن يجيب عليهم ، فقال : { قُلِ استهزئوا إِنَّ الله مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } هو أمر تهديد : أي افعلوا الاستهزاء ، إن الله مخرج ما تحذرون من ظهوره حتى يطلع عليه المؤمنون ، إما بإنزال سورة ، أو بإخبار رسوله بذلك أو نحو ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.