الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيۡهِمۡ سُورَةٞ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِجٞ مَّا تَحۡذَرُونَ} (64)

ثم قال تعالى إخبارا عما يُسر المنافقون : { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم }[ 64 ] ، الآية .

المعنى : يخشى{[29172]} المنافقون ، أن ينزل الله عز وجل ، سورة يخبر{[29173]} فيها بما في قلوبهم . وكانوا يقولون القول القبيح في النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه بينهم{[29174]} ، ويقولون : عسى الله ألا يفشي سرنا علينا{[29175]} .

وروي أنهم كانوا سبعين رجلا ، أنزل الله عز وجل ، أسماءهم{[29176]} وأسماء آبائهم في القرآن ، ثم رفع ذلك ونسخ رحمة ورأفة منه على خلقه ؛ لأن أبناءهم{[29177]} كانوا مسلمين .

قوله : { قل استهزءوا إن الله }[ 64 ] .

هذا تهديد{[29178]} من الله عز وجل ، لهم .

{ إن الله مخرج ما تحذرون }[ 64 ] .

أي : مظهر سركم الذي تخافون أن يظهر{[29179]} .

قال قتادة : كنا نسمي هذه السورة : " الفاضحة " ؛ لأنها فضحت المنافقين{[29180]} .


[29172]:في الأصل: يخشون.
[29173]:في "ر": الخبر وهو تحريف.
[29174]:في "ر" تييهم، ولا معنى له.
[29175]:وهو تفسير مجاهد في جامع البيان 14/331.
[29176]:في الأصل: أسماؤهم وهو خطأ ناسخ.
[29177]:في الأصل: أبنائهم، وهو خطأ ناسخ.
[29178]:خرج مخرج الأمر، كما في زاد المسير 3/464.
[29179]:انظر: تفسير الماوردي 2/378.
[29180]:جامع البيان 14/332، وتفسير ابن أبي حاتم 6/1829، والدر المنثور 4/229.