المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ فَوۡقَهُمۡ صَـٰٓفَّـٰتٖ وَيَقۡبِضۡنَۚ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءِۭ بَصِيرٌ} (19)

19- هل أصابهم العمى ولم ينظروا إلى الطير فوقهم باسطات أجنحتهن ، ويقْبِضْنَهُن - حيناً بعد حين ، ما يمسكهن أن يقعن إلا الرحمن ؟ ! إنه بكل شيء عليم خبير . يعطيه ما يصلح عليه أمره{[224]} .


[224]:الصف هو أن يبسط الطائر جناحيه دون أن يحركهما. وفي طيران الطيور آيات معجزات لم تفهم بعضها إلا بعد تقدم علوم الطيران ونظريات الحركة الهوائية، ولكن أكثر ما يثير العجب هو أن يمضي الطائر في الجو بجناحين ساكنين حتى يغيب عن الأبصار. وقد كشف العلم أن الطيور الصافة تركب متن التيارات الهوائية المساعدة التي تنشأ إما من اصطدام الهواء بعالق ماء، أو من ارتفاع أعمدة من الهواء الساخن، فإذا ما كانت الريح خفيفة ظلت الأعمدة قائمة وصفت الطيور في أشكال حلزونية، أما إذا اشتدت انقلبت الأعمدة فتصف الطيور في خطوط مستقيمة بعيدة المدى. وتتحلى الطيور عامة بخصائص منها: خفة الوزن، ومتانة البناء، وعلو كفاءة القلب، ودورة الدم، وجهاز التنفس، ودقة اتزانها، وانسياب أجسامها، وهي خصائص أودعها فيها العليم البصير لتحفظها في الهواء حين تبسط جناحيها أو تقبضهما. إلا أن الطيور الصافة تتميز على سائر الطيور باختصار حجم عضلات صدورها مع قوة الأوتار والأربطة المتصلة بأجنحتها حتى تستطيع بسطها فترات طوال من جهد كبير. أما الطيور صغار الأحجام التي تعتمد في طيرانها على الدفيف، فإنها تضرب بجناحيها إلى أسفل وإلى الأمام لتوفير الدفع والرفع اللازمين لطيرانها، ثم تقبض أجنحتها ولكنها تظل طائرة بقوة اندفاعها المكتسبة. وهكذا يتضافر البناء التشريحي والتكوين الهندسي للطيور بكافة أنواعها على طيرانها، وحفظ توازنها، وتوجيه أجسامها في أثناء الطيران.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ فَوۡقَهُمۡ صَـٰٓفَّـٰتٖ وَيَقۡبِضۡنَۚ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءِۭ بَصِيرٌ} (19)

{ أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات } يصف أجنحتها في الهواء ، { ويقبضن } أجنحتهن بعد البسط ، { ما يمسكهن } في حال القبض والبسط أن يسقطن ، { إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير . }

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ فَوۡقَهُمۡ صَـٰٓفَّـٰتٖ وَيَقۡبِضۡنَۚ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءِۭ بَصِيرٌ} (19)

ثم قال تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ } أي : تارة يصففن أجنحتهن في الهواء ، وتارة تجمع جناحًا وتنشر جناحًا { مَا يُمْسِكُهُنَّ } أي : في الجو { إِلا الرَّحْمَنُ } أي : بما سخر لهن من الهواء ، من رحمته ولطفه ، { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ } أي : بما يصلح كل شيء من مخلوقاته . وهذه كقوله : { أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ النحل : 79 ] .