محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ فَوۡقَهُمۡ صَـٰٓفَّـٰتٖ وَيَقۡبِضۡنَۚ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءِۭ بَصِيرٌ} (19)

{ أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات } أي باسطات أجنحتهن في الجو عند طيرانها ، { ويقبضن } أي ويضممنها إذا ضربن بها جنوبهن وقت الاستظهار ، ولتجدده عبر عنه بالفعل ، إشارة إلى أنه أمر طارىء على الصف ، يفعل في بعض الأحيان للتقوي بالتحريك ، كما يفعله السابح في الماء ، يقيم بدنه أحيانا ، بخلاف البسط والصف ، فإنه الأصل الثابت في حالة الطيران ، ولذا اختير له الاسم .

{ ما يمسكهن } أي في الجو { إلا الرحمن } أي المفيض لكل ما قدر له ، حسب استعداداه بسعة رحمته ومنه ، ما دبر للطيور من بنية يتأتى منها الجري في الجو .

{ إنه بكل شيء بصير } قال القاشاني أي فيعطيه ما يليق به ويسويه بحسب مشيئته ، ويودع فيه ما يريده بمقتضى حكمته ، ثم يهديه إليه بتوفيقه .