ثم برهن على الوحدانية وكمال القدرة بوجوه : الأول { أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات } أي باسطات أجنحتهن ، لأنهن إذا بسطنها صففن قوادمها صفاً . قال أهل المعاني : وإنما قيل { ويقبضن } دون " قابضات " على نحو " صافات " ، لأن الطيران في الهواء كالسباحة في الماء ، والأصل في كل منهما مد الأطراف وبسطها ، والقبض طارئ على البسط لأجل الإعانة ، فالمعنى أنهن صافات ، ويكون منهن القبض في بعض الأوقات ، كما يكون من السابح . وإنما قال في " النحل " { ما يمسكهن إلا الله } [ الآية :79 ] وفي هذه السورة { ما يمسكهن إلا الرحمن } لأن التسخير في جو السماء محض الآلهية ، وأما صافات وقابضات فكان إلهامها كيفية البسط والقبض ، على الوجه المطابق للمنفعة من رحمة الرحمن . { إنه بكل شيء بصير } فيعلم أو يرى كيف يدبر العجائب . قالوا : وفي الآية دليل على أن الأفعال الاختيارية للعبد مخلوقة لله تعالى ، لأن استمساك الطير في الهواء ، فعل اختياري لها ، وقد أضافه الله تعالى إلى نفسه ، ثم إن الكفار كانوا يمتنعون من الإيمان ، ولا يلتفتون إلى دعوة الرسول ، وكان تعويلهم على أمرين : أحدهما القوة من جهة الإخوان والأعوان . والثاني الاستظهار بالأصنام والأوثان ، وكانوا يقولون إنها توصل إلينا جميع الخيرات ، وتدفع عنا كل الآفات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.