فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلطَّيۡرِ فَوۡقَهُمۡ صَـٰٓفَّـٰتٖ وَيَقۡبِضۡنَۚ مَا يُمۡسِكُهُنَّ إِلَّا ٱلرَّحۡمَٰنُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءِۭ بَصِيرٌ} (19)

{ أو لم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن } .

أعموا ولم يروا ؟ ، وغفلوا ولم ينظروا إلى تسخير الله للطير وهدايته سبحانه لها ، كيف تسبح في الهواء ، وتطير في العلياء ، فتبسط أجنحتها وتصف ما تقدم من ريشها ، ويضممن أجنحتها للتقوي على التحرك ومتابعة الطيران ؟ ! .

{ ما يمسكهن إلا الرحمان }

ما يبقيها معلقة في الفضاء حين تصف أجنحتها أو تقبضها ، إلا الذي وسعت رحمته كل شيء .

ومن رحمته أن ذلل الأرض للإنسان ، كما ذلل الهواء للطير .

{ إنه بكل شيء بصير ( 19 ) }

الكل تحت بصر الله تعالى ، وهو بصير بما يصلح كل شيء من مخلوقاته . [ دقيق العلم ، فيعلم سبحانه وتعالى كيفية إبداع المبدعات ، وتدبير المصنوعات ، ومن هذا خلقه عز وجل للطير على وجه تأتى به جريه في الجو ، مع قدرته تعالى أن يجريه فيه بدونه ، إلا أن الحكمة اقتضت ربط المسببات بأسبابها ]{[7379]} .


[7379]:- مما أورد الألوسي؛ وتابع قائلا: وليس فيما ذكرنا نزوع إلى ما يضر من أقوال أهل الطبيعة.. وأبى ذلك أبو حيان توهما منه أنه نزوع إلى ما يضر من أقوال أهل الطبيعة، وقال: نحن نقول. إن أثقل الأشياء إذا أراد الله سبحانه إمساكه في الهواء.. كان ذلك، وإذا أرد – جل شأنه- إنزال ما هو أخف سفلا..كان أيضا.وليس ذلك لشكل أو ثقل أو خفة.. اهـ.