المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

59- فإن للذين ظلموا أنفسهم بالكفر والتكذيب نصيباً من العذاب مثل نصيب أصحابهم من الأمم الماضية ، فلا يستعجلوني بإنزال العذاب قبل أوانه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

قوله تعالى : { فإن للذين ظلموا } كفروا من أهل مكة ، { ذنوباً } نصيباً من العذاب ، { مثل ذنوب أصحابهم } مثل نصيب أصحابهم الذين أهلكوا من قوم نوح وعاد وثمود ، وأصل الذنوب في اللغة : الدلو العظيمة المملوءة ماء ، ثم استعمل في الحظ والنصيب ، { فلا يستعجلون } بالعذاب يعني أنهم أخروا إلى يوم القيامة

يدل عليه قوله عز وجل : { فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

{ 59-60 } { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ * فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ }

أي : وإن للذين ظلموا وكذبوا{[868]}  محمدًا صلى الله عليه وسلم ، من العذاب والنكال { ذَنُوبًا } أي : نصيبًا وقسطًا ، مثل ما فعل بأصحابهم من أهل الظلم والتكذيب .

{ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ } بالعذاب ، فإن سنة الله في الأمم واحدة ، فكل مكذب يدوم على تكذيبه من غير توبة وإنابة ، فإنه لا بد أن يقع عليه العذاب ، ولو تأخر عنه مدة ، ولهذا توعدهم الله بيوم القيامة ، فقال :


[868]:- في ب: بتكذيبهم.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

ثم بين - سبحانه - سوء عاقبة الظالمين فقال : { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } .

والذَّنُوب فى الأصل : الدلو العظيمة المملوءة ماء ، ولا يقال لها ذنوب إذا كانت فارغة . وجمعها ذَنَائِب ، كقلوص وقلائص ، وكانوا يستسقون الماء فيقسمونه بينهم على الأنصباء . فيكون لهذا ذنوب ، ولهذا ذنوب . فالمراد بالذنوب هنا : النصيب ، والمعنى : فإن للذين ظلموا أنفسهم بعبادتهم لغير الله ، وبظلمهم لغيرهم ، نصيبا من العذاب ، مثل نصيب نظرائهم فى الظلم والكفر ، فلا يستعجلون عذابى ، فإنه نازل بهم فى الوقت الذى أريد .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

وقوله : { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا } أي : نصيبا من العذاب ، { مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ } أي : فلا يستعجلون ذلك ، فإنه واقع [ بهم ] {[27469]} لا محالة .


[27469]:- (4) زيادة من أ.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

وقوله : فإنّ للذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبا مِثْلَ ذَنُوبِ أصحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونَ يقول تعالى ذكره : فإن للذين أشركوا بالله من قريش وغيرهم ذنوبا ، وهي الدلو العظيمة ، وهو السجل أيضا إذا مُلئت أو قاربت الملء ، وإنما أريد بالذنوب في هذا الموضع : الحظّ والنصيب ومنه قول علقمة بن عبدة :

وفي كُلّ قَوْمٍ قَدْ خَبَطْتَ بنِعْمَةٍ *** فَحُقّ لِشَأْس مِنْ نَدَاكَ ذَنَوبُ

أي نصيب ، وأصله ما ذكرت ومنه قول الراجز :

لَنَا ذَنُوبٌ ولَكُمْ ذَنُوبُ *** فإن أَبَيْتُمْ فَلَنَا الْقَلِيبُ

ومعنى الكلام : فإن للذين ظلموا من عذاب الله نصيبا وحظا نازلاً بهم ، مثل نصيب أصحابهم الذين مضوا من قبلهم من الأمم ، على منهاجهم من العذاب ، فلا يستعجلون به . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : فإنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبا يقول : دلوا .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : فإنّ لِلّذِينَ ظَلِموا ذَنُوبا مِثْلَ ذَنُوب أصحَابِهِمْ قال : يقول للذين ظلموا عذابا مثل عذاب أصحابهم فلا يستعجلون .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيدبن جُبَير ذَنُوبا مِثْلَ ذَنُوب أصحَابِهِمْ فلا يستعجلون : سجلاً من العذاب .

قال : ثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا شهاب بن سريعة ، عن الحسن ، في قوله : ذَنُوبا مِثْلَ ذَنُوب أصحَابِهِمْ قال : دلوا مثل دلو أصحابهم .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ذَنُوبا قال : سجلاً .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فإنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبا : سجلاً من عذاب الله .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثني محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله : فإنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبا مِثْلَ ذَنُوب أصحَابِهِمْ قال : عذابا مثل عذاب أصحابهم .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فإنّ لِلّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبا مِثْلَ ذَنَوب أصحَابِهِمْ قال : يقول ذنوبا من العذاب ، قال : يقول لهم سجل من عذاب الله ، وقد فعل هذا بأصحابهم من قبلهم ، فلهم عذاب مثل عذاب أصحابهم فلا يستعجلون .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ذَنُوبا مِثْلَ ذَنُوب أصحَابِهِمْ قال : طَرَفا من العذاب .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

{ فإن للذين ظلموا ذنوبا } أي للذين ظلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكذيب نصيبا من العذاب . { مثل ذنوب أصحابهم } مثل نصيب نظرائهم من الأمم السالفة ، وهو مأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالدلاء ، فإن الذنوب هو الدلو العظيم المملوء . { فلا يستعجلون } جواب لقولهم : { متى هذا الوعد إن كنتم صادقين } .