الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

الذنوب : الدلو العظيمة ، وهذا تمثيل ، أصله في السقاة يتقسمون الماء فيكون لهذا ذنوب ولهذا ذنوب . قال :

لَنَا ذَنُوبٌ وَلَكُمْ ذَنُوب *** فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَلَنَا الْقَلِيبُ

ولما قال عمرو بن شاس :

وَفِي كُلِّ حَيٍّ قَدْ خَبَطْتَ بِنِعْمَةٍ *** فَحُقَّ لشَاسٍ مِنْ نَدَاكَ ذَنُوبُ

قال الملك : نعم وأذنبة . والمعنى : فإنّ الذين ظلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكذيب من أهل مكة لهم نصيب من عذاب الله مثل نصيب أصحابهم ونظرائهم من القرون . وعن قتادة : سجلاً من عذاب الله مثل سجل أصحابهم .