إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

{ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا } أيْ ظلُموا أنفسَهمُ بتعريضِها للعذابِ الخالدِ بتكذيبِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أوْ وضعُوا مكانَ التصديقِ تكذيباً وَهُم أهلُ مكةَ { ذَنُوباً } أيْ نصيباً وافراً منَ العَذَابِ { مثْلَ ذَنُوبِ أصحابهم } مثلَ أنصباءِ نُظَرائِهم منَ الأممِ المحكيةِ وهُو مأخوذٌ من مقاسمةِ السُّقاةِ الماءَ بالذَنوبِ وهُوَ الدلُو العظيمُ المملوءُ { فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } أيْ لا يطلُبوا منِّي أنْ أُعجِّلَ في المجيء بهِ يقالُ استعجَلهُ أيْ حثَّهُ عَلى العَجَلةِ وأمره بها ويقالُ استعجلَهُ أيْ طلبَ وقوعَهُ بالعجلةِ ومنْهُ قولُه تعالَى : { أتى أَمْرُ الله فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } [ سورة النحل ، الآية 1 ] وهُو جوابٌ لقولِهم { مَتَى هَذا الوعدُ إنْ كنُتم صادقينَ } [ سورة يونس ، الآية 47 ] .