البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

الذنوب : الدلو العظيمة ، قال الراجز :

إنا إذا نازلنا غريب *** له ذنوب ولنا ذنوب

وإن أبيتم فلنا القليب

وأنشده الزمخشري :

لنا ذنوب ولكم ذنوب

ويطلق ، ويراد به الحظ والنصيب ، قال علقمة بن عبدة :

وفي كل حي قد خبطت بنعمة *** فحق لشاس من نداك ذنوب

ونسبه الزمخشري لعمرو بن شاس ، وهووهم في ديوان علقمة . وكان الحارث بن أبي شمر الغساني أسر شاساً أخا علقمة ، فدخل إليه علقمة ، فمدحه بالقصيدة التي فيها هذا البيت ، فلما وصل إلى هذا البيت في الإنشاد قال الحرث : نعم وأذنبه ، وقال حسان :

لا يبعدن ربيعة بن مكرم *** وسقى الغوادي قبره بذنوب

وقال آخر :

لعمرك والمنايا طارقات *** لكل بني أب منها ذنوب

{ فإن للذين ظلموا } : هم أهل مكة وغيرهم من الكفار الذين كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم ، ذنوباً : أي حظاً ونصيباً ، { مثل ذنوب أصحابهم } : من الأمم السابقة التي كذبت الرسل في الإهلاك والعذاب .

وعن قتادة : سجلاً من عذاب الله مثل سجل أصحابهم .

وقال الجوهري : الذنوب : الدلو الملأى ماء ، ولا يقال لها ذنوب وهي فارغة وجمعها العدد ، وفي الكثير ذنائب .

والذنوب : الفرس الطويل الذنب ، والذنوب : النصيب ، والذنوب : لحم أسفل المتن .

وقال ابن الأعرابي : يقال يوم ذنوب : أي طويل الشر لا ينقضي .