المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ} (11)

9 - إذا كان هذا حالنا معك ، فأما اليتيم فلا تذله ، وأما السائل فلا ترده بقسوة ، وأما بنعمة ربك فحدِّث شكراً لله وإظهاراً للنعمة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ} (11)

{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } أي : وكما كنت عائلا فقيرًا فأغناك الله ، فحدث بنعمة الله عليك ، كما جاء في الدعاء المأثور النبوي : " واجعلنا شاكرين لنعمتك{[30193]} مثنين بها ، قابليها ، وأتمها علينا " .

وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن عُلَية ، حدثنا سعيد بن إياس الجُرَيري ، عن أبي نضرة قال : كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدّث بها .

وقال عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدثنا الجراح بن مَليح ، عن أبي عبد الرحمن ، عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر : " من لم يشكر القليل ، لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله . والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر . والجماعة رحمة ، والفرقة عذاب " {[30194]} إسناد ضعيف .

وفي الصحيحين ، عن أنس ، أن المهاجرين قالوا : يا رسول الله ، ذهب الأنصار بالأجر كله . قال : " لا ما دعوتم الله لهم ، وأثنيتم عليهم " {[30195]} .

وقال أبو داود : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا الربيع بن مسلم ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يشكر الله من لا يشكر الناس " .

ورواه الترمذي عن أحمد بن محمد ، عن ابن المبارك ، عن الربيع بن مسلم{[30196]} وقال : صحيح .

وقال أبو داود : حدثنا عبد الله بن الجراح ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أبلي بلاء فذكره فقد شكره ، وإن كتمه فقد كفره " . تفرد به أبو داود{[30197]} .

وقال أبو داود : حدثنا مُسَدَّد ، حدثنا بشر{[30198]} حدثنا عمارة بن غَزية ، حدثني رجل من قومي ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أعطَى عَطاء فَوَجَد فَليَجزْ به ، فإن لم يجد فَليُثن به ، فمن أثنى به فقد شكره ، ومن كتمه فقد كفره " . قال أبو داود : ورواه يحيى بن أيوب ، عن عُمارة بن غَزية ، عن شرحبيل عن جابر - كرهوه فلم يسموه . تفرد به أبو داود{[30199]} .

وقال مجاهد : يعني النبوة التي أعطاك ربك . وفي رواية عنه : القرآن .

وقال ليث ، عن رجل ، عن الحسن بن علي : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } قال : ما عملت من خير فَحَدث إخوانك .

وقال محمد بن إسحاق : ما جاءك الله{[30200]} من نعمة وكرامة من النبوة فحدّث بها واذكرها ، وادع إليها . وقال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوة سرًا إلى من يطمئن إليه من أهله ، وافترضت عليه الصلاة ، فصلى .

آخر تفسير سورة " الضحى " [ ولله الحمد ]{[30201]} .


[30193]:- (5) في أ: "لنعمك".
[30194]:- (6) زوائد المسند (4/278).
[30195]:- (1) لم أقع عليه في الصحيحين، ورواه الإمام أحمد في المسند (3/200).
[30196]:- (2) سنن أبي داود برقم (4811) وسنن الترمذي برقم (1954).
[30197]:- (3) سنن أبي داود برقم (4814).
[30198]:- (4) في أ: "بشير".
[30199]:- (5) سنن أبي داود برقم (4813).
[30200]:- (6) في م: "ما جاءك من الله".
[30201]:- (7) زيادة من أ.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ} (11)

وأما بنعمة ربك فحدث فإن التحدث بها شكرها وقيل المراد بالنعمة النبوة والتحديث بها تبليغها .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة والضحى جعله الله سبحانه وتعالى فيمن يرضى لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يشفع له وعشر حسنات يكتبها الله سبحانه وتعالى بعدد كل يتيم وسائل .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ} (11)

وأمره الله تعالى بالتحدث بالنعمة ، فقال مجاهد والكسائي : معناه : بث القرآن وبلغ ما أرسلت به ، وقال آخرون بل هو عموم في جميع النعم ، وكان بعض الصالحين يقول : لقد أعطاني الله كذا وكذا ، ولقد صليت البارحة كذا وذكرت الله كذا ، فقيل له : إن مثلك لا يقول هذا ، فقال إن الله تعالى يقول : { وإما بنعمة ربك بحدث } ، وأنتم تقولون لا تحدث ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( التحدث بالنعم شكر ){[11878]} ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أسديت إليه يد نعمة فذكرها فقد شكرها ومن سترها فقد كفرها ){[11879]} ونصب [ اليتيم ] ب [ تقهر ] والتقدير : مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم .

كمل تفسير سورة الضحى والحمد لله رب العالمين .


[11878]:هذا جزء من حديث أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" والبيهقي في "شعب الإيمان" بسند ضعيف عن أنس بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة).
[11879]:أخرج أبو داود، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من أبلى بلاء فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط فإنه كلابس ثوب زور)، وأخرج أحمد وأبو داود عن جابر بن عبد الله قال: (من أعطي عطاء فوجد فليخبر به، فإن لم يجد فليستن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره). وأخرج أحمد، والطبراني في الأوسط عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أولي معروفا فليكافيء به فإن لم يستطع فليذكرهن فإن من ذكره فقد شكره).