المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ} (11)

وأمره الله تعالى بالتحدث بالنعمة ، فقال مجاهد والكسائي : معناه : بث القرآن وبلغ ما أرسلت به ، وقال آخرون بل هو عموم في جميع النعم ، وكان بعض الصالحين يقول : لقد أعطاني الله كذا وكذا ، ولقد صليت البارحة كذا وذكرت الله كذا ، فقيل له : إن مثلك لا يقول هذا ، فقال إن الله تعالى يقول : { وإما بنعمة ربك بحدث } ، وأنتم تقولون لا تحدث ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( التحدث بالنعم شكر ){[11878]} ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أسديت إليه يد نعمة فذكرها فقد شكرها ومن سترها فقد كفرها ){[11879]} ونصب [ اليتيم ] ب [ تقهر ] والتقدير : مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم .

كمل تفسير سورة الضحى والحمد لله رب العالمين .


[11878]:هذا جزء من حديث أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" والبيهقي في "شعب الإيمان" بسند ضعيف عن أنس بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة).
[11879]:أخرج أبو داود، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من أبلى بلاء فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط فإنه كلابس ثوب زور)، وأخرج أحمد وأبو داود عن جابر بن عبد الله قال: (من أعطي عطاء فوجد فليخبر به، فإن لم يجد فليستن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره). وأخرج أحمد، والطبراني في الأوسط عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أولي معروفا فليكافيء به فإن لم يستطع فليذكرهن فإن من ذكره فقد شكره).