جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ} (11)

{ وأما بنعمة ربك فحدث } ، فاشكر مولاك الذي أغناك ، فإن من شكر النعم أن يحدث بها ، ومن كفرها أن يكتمه ، " ومن لم يشكر الناس لم يشكر{[5411]} الله " ، أو ما جاءك من النبوة فحدث بها وادع إليها ، أو من القرآن فاقرأه أو بلغه ، أو ما عملت من خير فحدث لإخوانك ليتابعوك ، وجاز أن يكون نشرا مشوشا ، ويكون " أما بنعمة ربك فحدث " في مقابلة هدية الله له بعد الضلال ، والمراد من التحديث تعليم الشرائع والقرآن ، وكيفية العبادة والدعوة إلى الإيمان ، والسنة التكبير بلفظ الله{[5412]} أكبر ، أو بزيادة لا إله إلا الله والله أكبر ، من آخر والضحى ، أو من آخر الليل إلى آخر القرآن ، ونقل عن الشافعي : أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة ، فقال له : أحسنت وأصبت السنة .


[5411]:رواه عبد الله بن الإمام أحمد، وهذا المعنى رواه أبو داود أيضا/12 منه. [وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (6541)].
[5412]:أخرج الحاكم، وصححه وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان، ومن طريق أبي الحسن بن أبي بزة المقري قال: سمعت عكرمة بن سليمان يقول: قرأت على إسماعيل بن قسطنطين، فلما بلغت "والضحى" قال: كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم، فإني قرأت على عبد الله بن كثير، فلما بلغت "والضحى" قال: كبر حتى تختم، وأخبره عبد الله بن كثير: أنه قرأ على مجاهد، فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أن ابن عباس رضي الله عنه أمره بذلك، وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك، وأخبر أبي: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك، هذا ما في الدر المنثور، وفي الفتح، وأبو الحسن المقري المذكور، هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقري قال ابن كثير: هذه سنة تفرد بها أبو الحسن المقرئ، وكان إماما في القراءات، وأما في الحديث فقد ضعفه أبو حاتم الرازي، وقال: لا أحدث عنه، وكذلك أبو جعفر العقيلي قال: هو منكر الحديث، ثم اختلف القراء في وضع هذا التكبير، فقال: بعضهم: من آخر "والليل إذا يغشى"، وقال آخرون: من آخر الفتح، وذكروا في مناسبته التكبير من أول الضحى، أنه لما تأخر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتر تلك المدة، ثم جاء الملك، فأوحى إليه "والضحى" كبر فرحا وسرورا ولم يرووا ذلك بإسناد، يحكم عليه بصحة ولا ضعف/12.