المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ} (3)

3- نحن نلقى عليك - أيها النبي - أحسن القصص بإيحائنا إليك هذا الكتاب ، وقد كنت قبل تلقيه من الذين غفلوا عما فيه ، وعما اشتمل عليه من عظات وآيات بينات .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ} (3)

ولما كان جسم هذه السورة قصة فقد أبرز ذكر القصص من مادة هذا الكتاب ، على وجه التخصيص :

( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ) . .

فبإيحائنا هذا القرآن إليك قصصنا عليك هذا القصص - وهو أحسن القصص - وهو جزء من القرآن الموحى به .

( وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) . .

فقد كنت أحد الأميين في قومك ، الذين لا يتوجهون إلى هذا النحو من الموضوعات التي جاء بها القرآن ، ومنها هذا القصص الكامل الدقيق .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ} (3)

وقوله : { نحن نقص عليك } الآية ، روى ابن مسعود أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملوا ملة فقالوا : لو قصصت علينا يا رسول الله ، فنزلت هذه الآية ، ثم ملوا ملة أخرى فقالوا : لو حدثتنا يا رسول الله ، فنزلت { الله نزل أحسن الحديث كتاباً }{[6554]} [ الزمر : 23 ] .

و { القصص } : الإخبار بما جرى من الأمور ، كأن الأنباء تتبع بالقول ، وتقتص بالأخبار كما يقتص الآخر ، وقوله : { بما أوحينا إليك } أي بوحينا . و { القرآن } نعت ل { هذا } ، ويجوز فيه البدل ، وعطف البيان فيه ضعيف . و { إن } هي المخففة من الثقيلة واللام في خبرها لام التأكيد - هذا مذهب البصريين - ومذهب أهل الكوفة أن { إن } بمعنى ما ، واللام بمعنى إلا . والضمير في { قبله } للقصص العام لما في جميع القرآن منه . و { من الغافلين } ، أي عن معرفة هذا القصص . ومن قال : إن الضمير في { قبل } عائد على { القرآن } ، جعل { من الغافلين } في معنى قوله تعالى : { ووجدك ضالاً فهدى }{[6555]} [ الضحى : 7 ] أي على طريق غير هذا الدين الذي بعثت به ، ولم يكن عليه السلام في ضلال الكفار ولا في غفلتهم لأنه لم يشرك قط ، وإنما كان مستهدياً ربه عز وجل موحداً ، والسائل عن الطريق المتخير يقع عليه في اللغة اسم ضال .


[6554]:الحديث بهذا اللفظ أخرجه ابن جرير عن عون بن عبد الله، إلا أنهم في الملة الأولى قالوا: "لو حدثتنا..."، وفي الثانية قالوا: "حدثنا فوق الحديث ودون القرآن ، يعنون القصص". (راجع تفسير الطبري، وتفسير ابن كثير، والدر المنثور)، وأخرج ابن جرير – ونقله ابن كثير في تفسيره – عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله، أما ما رواه ابن مسعود فقد أخرجه ابن مردويه عنه من طريق عون بن عبد الله، ولفظه (قالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا، فنزلت: {نحن نقص عليك أحسن القصص}، (راجع الدر المنثور). وقوله تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتابا} من الآية (23) من سورة (الزمر). وقد وصفت هذه السورة بأنها أحسن القصص لأسباب ذكرها العلماء: منها أن كل من ذكر فيها كان مآله إلى السعادة، وانظر إلى يوسف وأبيه وإخوته وامرأة العزيز والملك والساقي مستعبر الرؤيا، ومنها انفراد السورة بما فيها من أخبار لم تتكرر في غيرها، ومنها أنها عبرت عن حسن تجاوز يوسف عن أعمال إخوته وعفوه عنهم، ومنها أنها ذكرت جملة من الفوائد التي تصلح الدنيا والدين كالتوحيد، والفقه، والسير، والسياسة، والمعاشرة، وتعبير الرؤيا، وتدبير المعاش، وقيل: إن (أحسن) هنا بمعنى أعجب.
[6555]:الآية (7) من سورة (الضحى).