جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ} (3)

{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ{[2358]} } مصدر بمعنى الاقتصاص ، وأحسنيته في كونه بالغة في الفصاحة ، فيكون مفعولا مطلقا ، والمقصوص محذوف ، أو فعل بمعنى مفعول ، وأحسنيته لما فيه من النكت والحكم والعجائب ، فيكون مفعولا به ، { بِمَا أَوْحَيْنَا } : بإيحائنا ، { إِلَيْكَ هَذَا القرآن } أي : السورة ، وهو إما مفعول الإيحاء ، أو مفعول نقص على الوجه الأول ، { وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } : عن هذه القصة ، لا تعلمها ، وإن هي المخففة .


[2358]:لما فيه من العبر والنكت والحكم والعجائب التي ليست في غيرها فإن إحدى الفوائد: التي في هذه القصة أنه لا دافع لقضاء الله تعالى، وأنه تعالى إذا قضى للإنسان بخير ومكرمة فلو أن أهل العالم اجتمعوا عليه لم يقدروا على دفعه الفائدة الثانية: دلالتها على أن الحسد سبب للخذلان والنقصان والفائدة الثالثة: أن الصبر مفتاح الفرج كما أن يعقوب ويوسف فازا بصبرهما/ 12 كبير.