الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ} (3)

أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قالوا يا رسول الله ، لو قصصت علينا ، فنزلت { نحن نقص عليك أحسن القصص } .

وأخرج إسحق بن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه ، وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ، فتلا عليهم زماناً فقالوا : يا رسول الله ، لو قصصت علينا ، فأنزل الله { الر تلك آيات الكتاب المبين } هذه السورة ، ثم تلا عليهم زماناً ، فأنزل الله { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } [ الحديد : 16 ] .

وأخرج ابن مردويه من طريق عون بن عبد الله ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قالوا يا رسول الله ، لو قصصت علينا ، فنزلت { نحن نقص عليك أحسن القصص } .

وأخرج ابن جرير ، عن عون بن عبد الله رضي الله عنه قال : مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة ، فقالوا : يا رسول الله ، حدثنا ، فأنزل الله تعالى { الله نزل أحسن الحديث } [ الزمر : 23 ] ثم ملوا ملة أخرى فقالوا : يا رسول الله ، حدثنا فوق الحديث ودون القرآن - يعنون القصص - فأنزل الله { الر تلك آيات الكتاب المبين } هذه السورة ، فأرادوا الحديث ، فدلهم على أحسن الحديث . وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص .

وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم ونصر المقدسي في الحجة والضياء في المختارة ، عن خالد بن عرفطة قال : كنت جالساً عند عمر إذ أتاه رجل من عبد القيس فقال له عمر : أنت فلان العبدي ؟ قال نعم . فضربه بقناة معه ، فقال الرجل : ما لي يا أمير المؤمنين ؟ ! قال اجلس ، فجلس ؛ فقرأ عليه بسم الله الرحمن الرحيم { الر تلك آيات الكتاب المبين } إلى قوله { لمن الغافلين } فقرأها عليه ثلاثاً وضربه ثلاثاً ، فقال له الرجل : ما لي يا أمير المؤمنين ؟ ! فقال : أنت الذي نسخت كتاب دانيال . قال : مرني بأمرك أتبعه ، قال : انطلق فامحه بالحميم والصوف ، ثم لا تقرأه ولا تقرئه أحداً من الناس ، فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحداً من الناس لأنهكنك عقوبة ، ثم قال : اجلس . فجلس بين يديه . فقال : انطلقت أنا فانتسخت كتاباً من أهل الكتاب ، ثم جئت به في أديم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما هذا في يدك يا عمر ؟ » فقلت يا رسول الله ، كتاب نسخته لنزداد به علماً إلى علمنا ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ، ثم نودي بالصلاة جامعة . فقالت الأنصار : أغضب نبيكم السلاح . فجاؤوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «يا أيها الناس ، إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه ، واختصر لي اختصاراً ، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية ، فلا تتهوّكوا ولا يغرنكم المتهوّكون »

قال عمر رضي الله عنه : فقمت فقلت : رضيت بالله ربًّا ، وبالإِسلام ديناً ، وبك رسولاً ، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن الضريس عن إبراهيم النخعي رضي الله عنه قال : كان بالكوفة رجل يطلب كتب دانيال وذلك الضرب ، فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب أن يدفع إليه ، فلما قدم على عمر رضي الله عنه علاه بالدرة ، ثم جعل يقرأ عليه { الر تلك آيات الكتاب المبين } حتى بلغ { الغافلين } قال : فعرفت ما يريد ، فقلت يا أمير المؤمنين ، دعني . فوالله لا أدع عندي شيئاً من تلك الكتب إلا حرقته . قال فتركه .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه { نحن نقص عليك أحسن القصص } ل : من الكتب الماضية وأمور الله السالفة في الأمم { وإن كنت من قبله } أي من قبل هذا القرآن { لمن الغافلين } .

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه { نحن نقص عليك أحسن القصص } قال القرآن .