يتحدث القرآن الكريم من خلال ما يذكره من قصص عن سنن الله الكونية ، وعن العظات والعبر المستفادة ، ويبين في أثناء القصة الكثير من العقائد والأحكام والأخلاق . وقد ذكر في السورة السابقة طرفا من سيرة بني إسرائيل صور فيه الكثير من انحرافهم ، وفي هذه السورة يذكر جوانب أخرى من ضلالهم وانحرافهم ، ويرشد إلى ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن في عقيدته وسلوكه ، ويبين حقيقة الدين السماوي ، ويشير إلى آداب المجادلة ، ويذكر العادات في الانتصار والفشل أحيانا . ويبين مقام الشهداء يوم القيامة ، والجزاء وعمومه للذكر والأنثى ، وطريق الفلاح ، وتبتدئ هذه السورة الكريمة بما ابتدأت به السورة السابقة .
1- الم ، حروف صوتية سيقت لبيان أن القرآن المعجز من هذه الحروف .
هي مدنية ؛ لأن صدرها{[1]} إلى ثلاث وثمانين آية منها نزلت في وفد نجران ، وكان قدومهم في سنة تسع من الهجرة ، كما سيأتي بيان ذلك ، إن شاء الله تعالى عند تفسير آية المباهلة منها ، وقد ذكرنا ما ورد في فضلها مع سورة البقرة في أول تفسير [ سورة ] {[2]} البقرة . وقد ذكرنا الحديث الوارد في أن اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين : { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } و { الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } عند تفسير آية الكرسي ،
وتقدم الكلام على قوله تعالى : { الم } في أول سورة البقرة ، بما أغنى عن إعادته ،
{ الله لا إله إلا هو } إنما فتح الميم في المشهور وكان حقها أن يوقف عليها لإلقاء حركة الهمزة عليها ليدل على أنها في حكم الثابت ، لأنها أسقطت للتخفيف لا للدرج ، فإن الميم في حكم الوقف كقولهم واحد اثنان بإلقاء حركة الهمزة على الدال لا لالتقاء الساكنين ، فإنه غير محذور في باب الوقف ، ولذلك لم تحرك الميم في لام . وقرئ بكسرها على توهم التحريك لالتقاء الساكنين . وقرأ أبو بكر بسكونها والابتداء بما بعدها على الأصل . { الحي القيوم } روي أنه عليه الصلاة والسلام قال : " إن اسم الله الأعظم في ثلاث سور في البقرة الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفي آل عمران الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفي طه وعنت الوجوه للحي القيوم " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.