روي أنَّها أربعة عشر ألف حرف ، وخمس مائة وخمسة وعشرون حرفاً ، وثلاثة الآف وأربعمائة وثمانين كلمة ، ومائتا آية .
روي عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ( من قرأ السورة التي يُذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى اللّه عليه وملائكتهُ حتى تغيب الشمس ) .
زرّ بن حُبيش عن أُبي بن كعب قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ( من قرأ سورة آل عمران أُعطي بكلَّ آية منها أماناً على جسر جهنَّم ) .
رويعن أبي إسحاق عن سليم بن حنظلة ، قال : قال عبد اللّه بن مسعود : ( من قرأ آل عمران فهو غني ) .
يحيى بن نعيم عن أبيه عن أبي المعرش عن عمر قال : سمعتُ رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وسلَّم يقول : ( تعلَّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان ، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاءً حتى يدخلاه الجنَّة ) .
إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي الحُرين عن أبي عبد اللّه الشامَّي ، قال : ( من قرأ سورة البقرة وآل عمران في ليلة الجمعة يبدل له يوم القيامة جناحات يطير بهما على الصراط ) .
أخبرنا محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر الزبير ، ومحمد بن مروان عن الكلبي ، وعبد اللّه بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن الربيع بن أنس ، قالوا : نزلت هذه في وفد نجران ، وكانوا ستين راكباً قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلَّم وفيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم ، وفي الاربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم العاقب ، وهو أميرهم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدَّرون عن رأيه ، واسمهُ عبد المسيح . والسيَّد ( عالمهم ) وصاحب رحلهم واسمه ( الأيْهم ويقال : شرحبيل ) وأبو حارثة بن علقمة الذي يعتبر حبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم ، وكان قد شرف فيهم ودرَّس كهنتهم من حسن عمله في دينهم ، وكانت ملوك الروم قد شرّفوه ( وموّلوه وبنو له ) الكنائس لعلمه واجتهاده .
فقدموا على رسول اللّه المدينة ودخلوا مسجدهُ حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرة وأردية مكفوفة بالحديد ، في جمال رجال بلحرث بن كعب ، يقول بعض مَن رآهم من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلَّم : ما رأينا وفداً مثلهم !
وقد حانت صلاتهم فقاموا وصلَّوا في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلَّم وصلَّوا الى المشرق .
فكلَّم السيد والعاقب رسوال اللّه . فقال رسوال اللّه صلى اللّه عليه وسلَّم : أسلمنا . قالا : قد أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما ؛ يمنعكما من الإسلام ( ادَّعاءكما ) لله ولداً ، وعبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير .
قالا : إن لم يكن ولد لله فمن ( أبيه ) وخاصموه جميعاً في عيسى عليه السلام ، فقال لهما النبي صلى اللّه عليه وسلم : ( إنّه لا يكون ولد إلاّ وشبه أباه . قالوا : بلى ، قال : ألستم ) تعلمون أن ربَّنا حيٌ لا يموت وإنَّ عيسى يأتي عليه الفناء ؟ قالوا : بلى . قال : ألستم تعلمون أنَّ ربَّنا قيّم على كل شيء يحفظه ويرزقه ؟ قالوا : بلى . قال : فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً ؟ قالوا : لا . قال : ألستم تعلمون إن اللّه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ؟ قالوا : بلى .
قال : فهل يعلم عيسى من ذلك إلاّ ما عُلَّم ؟
قال : فإنّ ربَّنا صوَّر عيسى في الرحم كيف شاء وربّنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث ؟ قالوا : بلى قال : ألستم تعلمون إنّ عيسى حملتهُ أمهُ كما تحمل المرأة ، ثم وضعتهُ كما تضع المرأة حملها ، ثم غذي كما يغذى الصبي ، وكان يُطعم ويشرب ويُحدث ، قالوا : بلى . قال : فكيف يكون هذا كما زعمتم ؟ فسكتوا .
فأنزل اللّه تعالى فيهم صدر سورة آل عمران الى بضع وثمانين آية منها .
فقال عزَّ من قائل : { الم } قرأ ابن جعفر بن زبير القعقاع المدني { ا ل م } مفصولاً ، ومثلها جميع حروف التهجَّي المُفتح بها السور .
وقرأ ابن جعفر الرواسي والاعشى والهرحمي : { الم اللَّهُ } مقطوعاً والباقون موصولاً مفتوح الميم .
فمن فتح الميم ووصل فله وجهان :
قال البصريون : لإلتقاء الساكنين حركت إلى أخف الحركات .
وقال الكوفيون : كانت ساكنة ؛ لأن حروف الهجاء مبنية على الوقف فلمّا تلقاها ألف الوصل وأدرجت الألف فقلبت حركتها وهي الفتحة الى الميم .
أحدهما : نية الوقف ثم قطع الهمزة للإبتداء ، كقول الشاعر :
لتسمعنَّ وشيكاً في ديارهم *** اللّه أكبر يا ثاراث عثمانا
والثاني : أن يكون أجراه على لغة من يقطع ألف الوصل .
إذا جاوز الأثنين سرَّ *** فإنه بنت وتكثير الوشاة قمينُ
ومن فصل وقطع فللتفخيم والتعظيم تعالى { اللَّهِ } ابتداء وما بعده خبر ، { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } نعت له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.